الثلاثاء، 13 يوليو 2010

ذكريات تحت الطلب


   تخيّل انك سافرت في رحلة حول العالم استغرقت سنة كاملة وكلفتك مليون ريال .. وبعد عودتك سالما لن يتبقى لديك بطبيعة الحال غير ذكريات جميلة وبضعة مواقف عالقة .. فالذكريات هي التي تبقى بعد أي حدث وتشكّل في تراكمها شخصياتنا وخبراتنا وتميزنا عن الاخرين ..

ورحلة كهذه مجرد مثال على أن الخبرات الغنية تعني ذكريات مكلفة ؛ فذكرياتك عن الرحلة السابقة كلفتك مليون ريال وسنة من عمرك ، وخبرتك في مجال ما تعني سنوات طويلة من الدراسة والعمل ، وحين يتحدث احد المشاهير عن خبرته فهو يتحدث عن حصيلة عمر وجهد وكفاح طويل لم يتبق منه سوى الذكريات …

وهنا يخطر بالبال سؤال غريب : ألا يمكن صنع ذكرياتنا وخبراتنا بتكلفة اقل !!؟

.. بمعنى بدل ان تسافر لسنة كاملة وتخسر مليون ريال تصور وجود جهاز يشحن في رأسك تلك الذكريات . حين تفعل ذلك ستجد بعد دقيقتين أنك تملك ذكريات حقيقية عن مختلف بلدان العالم بدون ان تضع بها قدما او تصرف بها ريالا.. سيشبه الامر ماحدث في فيلم "توتال ريكول" لارنولد شوارزنيغر الذي يقوم بدور عامل بناء يتمنى العيش على المريخ. ولأن امكاناته محدودة يلجأ الى مؤسسة تدعى توتال ريكول تشحن في رأسه ذكريات حية عن كوكب المريخ وتدخله كعضو في المقاومة المسلحة هناك . وحين يذهب لمقر المؤسسة يسألونه عن الشخصية التي يريد ان يتقمصها على المريخ (سائح ام ثائر ام تاجر) وحين يختار "ثائر" يسألونه عن مستوى المخاطر التى يتحملها وهل يريد الذهاب بمفرده ام برفقة (زميلة) يختار مواصفاتها …!!

ومؤسسة من هذا النوع ستكون اقرب مما نتصور ؛ في مدينة مينيابلس بولاية منيسوتا الأمريكية افتتح عالم نفس متقاعد أول وكالة سياحية نفسية في العالم .. وهي موجهة لذوي الدخل المحدود من السياح الذين يرغبون ب(لف) العالم ولكنهم لايملكون قيمة ليلة في أتعس فندق ؛ فبخمسين دولارا فقط يعمد الدكتور جاك كالدون الى تنويمك مغناطيسيا والذهاب بك الى حيث تريد من خلال الايحاء الصوتي والبصري . وهذه الفكرة يمكن تنفيذها جماعيا بحيث تستلقي أنت وبقية العائلة على سرير ضخم وتذهبون سويا الى سويسرا أو هاواي بطريقة ذهنية بحتة وحين تستيقظون بعد ساعة تكتشفون امتلاككم لذكريات .. شبه مشتركة ..

وفي جامعة ليرنتين في كندا توصل بروفيسور الاعصاب مايكل بيرسنغر الى اكتشاف طريقة فريدة بالمصادفة. فقد صنع جهازا يخلق الذكريات من خلال اطلاق ذبذبات كهرومغناطيسية تخترق الدماغ . وهذه الذبذبات تؤثر في مركز المشاعر في الدماغ ومركز الهايبوكامبس المسؤول عن خلق الذكريات الجديدة. والتأثير على هذين المركزين في آن واحد يخلق هلوسات مختلفة تنطبع لدى اصحابها كذكريات حية .

ورغم ان الدكتور بيرسنغر لم يستطع التحكم بنوعية الهلوسات المتولدة الا ان من خضع للتجربة احتفظ بذكريات خارقة من قبيل رؤية اشباح واطباق طائرة وأقارب متوفين ..

ورغم أنها من التجارب التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها إلا أن الدماغ يشعر بها كحقيقة لايمكن نسيانها - وما يهمنا ان جهاز الدكتور بيرسنغر قد يكون الأساس لصنع جهاز مماثل يتيح لنا زرع الذكريات الحية والخبرات المطلوبة .. وفي المستقبل لن يتجاوز حجم هذا الجهاز "الاتاري" او "البلاي ستيشن" ويمكن بواسطته تشغيل اقراص ليزر تشحن في رؤوسنا شتى أنواع الذكريات والخبرات المفيدة !!

… ( ولمَ لا ) ؛ ألم تدعي شركة كاسيو اليابانية ابتكارها جهازا لخلق الأحلام في رؤوس النيام؟

Related Articles :


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Search Engine Optimization Articles

فيديو

أحدث التعليقات

الأكثر إرسالا

 

√ حول العالم ♣ Copyright © 2010 is Designed by Lasantha

Mesothelioma Cancer